محاضرة: المقاربة بالكفاءات
Jean Fourastiéيقول البروفيسور
(Un pays sous développé est un pays sous-enseigné)
معلنا بذلك الرباط القوي بين التعليم و التقدم الحضاري، حيث أصبح التعليم صناعة كبرى في جميع أنحاء العالم، ولقد أصبح للكفاءة التعليمية أهمية كبرى بالنسبة لدول العالم. و أصبح مصطلح الكفاءات متداولا في مجال التعليم، وفرضت المقاربة بالكفاءات نفسها في كل الميادين، و اعتمدتها مختلف الدول في أنظمتها التعليمية، و لا تقتصر هذه المقاربة على المجال التعليمي فحسب بل لها انعكاسات مباشرة على الأفراد في عالم الشغل في مختلف مجالاته الاقتصادية، الاجتماعية و السياسية....الخ.
المقاربة بالكفاءات أسلوب تعليمي ظهر في أوروبا حوالي سنة 1468م طبقته في البداية الوم أ لتطوير جيوشها، ثم انتقلت هذه المقاربة بصفة فعلية الى المؤسسات التعليمية الأمريكية بدءا من سنة 1960م ثم الى دول غربية و عربية أخرى.
المقاربة تصور مستقبلي لفعل قابل للتنفيذ وفق مرامي وخطط منسجمة مع الشروط و العوامل الضرورية اللازمة للآداء، و هذا كله لتحقيق المردود المرتقب.
تعريف الكفاءة: تعرف الكقاءة عامة على أنها القدرة على التصرف في وضعية ما.
يعرفها دينو على أنها "مجموعة من التصرفات الاجتماعية الوجدانية و المهارات المعرفية أو المهارات الحس حركية التي تمكن من ممارسة أو انجاز دورة وظيفية، نشاط، مهمة أو عمل معقد على أكمل وجه".
أما ديكاتل عرفها على أنها "مجموعة من المعارف و من القدرات الدائمة من المهارات المكتسبة عن طريق استيعاب معارف وجيهة و خبرات مرتبطة بمجال معين".
فالمقاربة بالكفاءات في المجال التعليمي تقوم على:
1. بناء المعارف انطلاقا من إشكالية عوض استعراض نص المعرفة و سردها.
2. جعل التلاميذ يواجهون مواقف مستحدثة غير معروفة، و تقييم قدراتهم.
مكونات الكفاءة:
1- القدرة : هي أشكال من الذكاء وفق استعدادات فطرية و مكتسبات حاصلة في محيط معينة ومميزاتها
أ- استعراضية : قابلة للتوظيف في مواد مختلفة .
ب- تطورية : تنمو وتتطور طوال الحياة الإنسان و لكن قد تنخفض أو تنقص.
ت- تحويلية :تتحول من حالة إلى أخرى.
2- المهارة : انها قدرة مكتسبة من حيث القيام بنشاط ملؤه البراعة والذكاء و السهولة فالمهارة قدرة وصلت إلى درجة الإتقان و التحكم في إنجاز مهمة
3- الإنجاز : ما يتمكن الفرد من تحقيقه آنيا من سلوك محدد، وما يستطيع الملاحظ الخارجي أن يسجله بأعلى درجة من الوضوح و الدقة
مميزات الكفاءة: تتميز الكفاءة بأن:
- الكفاءة توظيف جملة من الموارد: مكتسبات، خبرات، معارف، قدرات، مهارات.
- الكفاءة ترمي الى غاية: أي أن المجتمع ينتظر فردا مكونا و منتجا.
- الكفاءة قابلة للتقويم.
مبادئ المقاربة بالكفاءات:
تقوم بيداغوجية المقاربة بالكفاءات على جملة من المبادئ نذكر منها :
*مبدأ البناء : أي استرجاع التلميذ لمعلوماته السابقة، قصد ربطها بمكتسباته الجديدة وحفظها في ذاكرته الطويلة .
*مبدأ التطبيق : يعني ممارسة الكفاءة بغرض التحكم فيها. بما أن الكفاءات تُعرف عند البعض على أنها القدرة على التصرف في وضعية ما ، حيث يكون التلميذ نشطا في تعلمه .
*مبدأ التكرار : أي تكليف المتعلم بنفس المهام الإدماجية عدة مرات، قصد الوصول به إلى الاكتساب المعمق للكفاءات والمحتويات .
*مبدأ الإدماج : يسمح الإدماج بممارسة الكفاءة عندما تُقرن بأخرى .كما يتيح للمتعلم التمييز بين مكونات الكفاءة والمحتويات، ليدرك الغرض من تعلمه .
*مبدأ الترابط : يسمح هذا المبدأ لكل من المعلم والمتعلم بالربط بين أنشطة التعليم وأنشطة التقويم التي ترمي كلها إلى تنمية الكفاءة .
معايير الكفاءة: تصنف معايير المقاربة بالكفاءات إلى مجموعتين:
1- المعايير الدنيا: الملائمة و الاستعمال الجيد للمعارف.
2- المعايير العليا: الإتقان، الدقة، الإنتاج الفردي و الثراء اللغوي.
مراحل الكفاءة بالمقاربات:
* الكفاءة القاعدية : ترتبط مباشرة بوحدة تعليمية من خلال ما يتحقق في حصة (نشاط) أو في عدد من الحصص إذا كان الدرس مشكلا من مجموعة من الوحدات (المحاور)
* الكفاءة المرحلية : كفاءة نسبية يكتسبها المتعلم خلال فترة معينة مضبوطة بزمن محدد: شهر، سداسي.
* الكفاءة الحتامية : تلاحظ وتقاس بعد مرحلة تعليمية معينة( الطور الأول – المرحلة الابتدائية – المرحلة الأساسية
* الكفاءة الحتامية المندمجة : كفاءات متعددة مكتسبة في مجالات متنوعة سواء كان ذلك في مواضيع مادة واحدة (نشاط) أو في مواد دراسة مختلفة عناصرها متفاعلة منسجمة في نهاية مستوى طور تعليمي
* الكفاءة المجالية : مجموعة الكفاءة القاعدية المحققة في مجال ما
* الكفاءة المنهجية : كفاءة يظهر من خلالها المتعلم كل مكتسباته المتعلقة بالتخطيط ووضع الطرائق و الأساليب في مجال ما أو في موضوع معين .
* الكفاءة العرضية المستعرضة : كفاءة مشتركة تكسب بعد التعليم في كل المواد الدراسية و تشمل كل النشاطات التربوية تتحول فيما بينها خلال مرحلة التعليم و التعلم لتكمل بعضها البعض وتتطور خلال المسار لتشكل فيما بعد كفاءات جديدة أكثر تطوراً تعتمد عليها كفاءات أخرى متقاطعة
تقويم الكفاءة: تقويم الكفاءة هو قياس و تفسير مكتسبات التلاميذ و يكون بالتركيز على ثلاث أهداف:
1- الهدف التشخيصي : يحصل في بداية عملية التعليم يتم خلاله: تقويم المكتسبات العقلية .- تحديد الاستعدادات و الميول و القدرة الذهنية .- تصنيف المتعلمين. هدفه: تشخيص الصعوبات.
2- الهدف التوجيهي :- تقويم مستوى التحكم في المستويات.- يكون فرديا لكل تلميذ.- التعرف على جوانب الضعف و القوة للتلميذ. هدفه : علاج الصعوبات .
3- الهدف النهائي: يدل على النتيجة النهائية عندما نقوم بتحديد مدى اكتساب التلميذ للمستوى الأدنى من الكفاءات التي تسمح له بالانتقال إلى الصف الأعلى هدفه: قياس الفرق بين الكفاءات المرجوة و المحققة.
ملاحظة: لمن أراد أي موضوع بعنوان معين فليراسلني عبر المنتدى وسأقدم المساعدة // وفيكل التخصصات // gaafazi khelifa