المعنى العام للمنهج:
تعني كلمة منهج في أصلها الأوروبي الطريق المؤدي الى الغرض المطلوب، خلال المصاعب و العقبات. و تعني في الفكر العلمي المعاصر الطريق المؤدي الى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة مجموعة من القواعد العامة التي تهيمن على سير العقل و تحدد عملياته حتى يصل الى نتيجة معلومة.
فما المقصود بالمنهج في العملية التعليمية؟
هناك مفهومان للمنهج في العملية التعليمية: مفهوم تقليدي و مفهوم حديث.
المفهوم التقليدي للمنهج:
هو عبارة عن مجموعة من المعلومات و الحقائق و المفاهيم التي تعمل المدرسة على اكسابها للتلاميذ بهدف اعدادهم للحياة و تنمية قدراتهم عن طريق الإلمام بخبرات الآخرين و الاستفادة منها.
يتطلب اعداد المنهج بمفهومه التقليدي القيام بالخطوات التالية:
1. تحديد المعلومات اللازمة لكل مادة وفقا لما يراه المتخصصون في هذه المادة.
2. توزيع مواضيع المواد الدراسية على مراحل و سنوات الدراسة بحيث يتضح من هذا التوزيع ماهي المواضيع المخصصة لكل مرحلة (الابتدائية- المتوسطة- الثانوية).
3. توزيع مواضيع المواد الدراسية على أشهر العام الدراسي.
4. تحديد الطرق و الوسائل التعليمية التي يراها الخبراء و المختصون صالحة و مناسبة لتدريس مواضيع المواد الدراسية.
5. تحديد أنواع الأسئلة و الاختبارات و الامتحانات المناسبة لقياس تحصيل التلاميذ في كل مادة دراسية.
المفهوم الحديث للمنهج:
عبارة عن مجموعة من الخبرات التربوية التي تهيؤها المدرسة للتلاميذ سواء داخلها أو خارجها و ذلك بغرض مساعدتهم على النمو الشامل المتكامل في كافة الجوانب العقلية و الثقافية و الدينية و الاجتماعية و الجسمية و النفسية و الفنية نموا يؤدي الى تعديل سلوكهم و يكفل تفاعلهم بنجاح مع بيئتهم و مجتمعهم و ابتكارهم حلول لما يواجههم من مشاكل.
فالمنهج الحديث يتضمن:
1. خبرات مربية تصمم تحت اشراف المدرسة لاكساب التلاميذ مجموعة من المعلومات و المهارات و الاتجاهات المرغوبة.
2. تتنوع هذه الخبرات بتنوع الجوانب التي ترغب المدرسة في احداث النمو فيها و لا تركز على جانب واحد فقط من جانب النمو كما هو الحال في المنهج التقليدي.
3. التعليم هنا يحدث من خلال مرور المتعلم بخبرات مختلفة و معايشته و ممشاركته في مواقف تعليمية متنوعة، أي أن التعليم هنا هو تعليم خبري.
4. أن بيئة التعلم لا تقتصر على حجرات المدرسة فقط بل يمتد الى بيئته المحيطة حتى يضمن تعرض التلاميذ للخبرات المتنوعة.
5. الهدف من هذا المنهج هو النمو الشامل والمتكامل للمتعلم ليتفاعل بنجاح مع البيئة و المجتمع ككل.
6. تفاعل المتعلم بنجاح مع البيئة و المجتمع يعني أنه يتأثر بما يحدث فيها و يؤثر فيها أيضا و المقصود بتأثير الفرد في البيئة و المجتمع هو استخدام المتعلم عقله في مواجهة التحديات و المشكلات التي توجد في بيئته و مجتمعه و محاولة التغلب عليها و حلها لذا أصبح تنمية قدرات المتعلم على حل المشكلات هدفا من أهداف المنهج.
مفهوم التعليم:
- هو المجهود الذي يبذله شخص ما لإعانة شخص آخر على التعلم.
- هو عملية تحفيز و استثارة قوى المتعلم العقلية و نشاطه الذاتي و تهيئة الظروف المناسبة التي تمكنه من التعلم.
- نقل المعلومات من المعلم الى المتعلم بقصد اكسابه المعرفة.
- عملية غرضها الأساسي مساعدة الطفل على تحقيق ذاته، و نمو شخصيته، و تلبية حاجاته النفسية و مطالب نموه.
فللتعليم معنيين الأول يركز على المعارف و المعلومات التي يحاول المعلم إيصالها للمتعلم، و الثاني يهتم بنمو الشخصية و انعكاس ذلك على سلوك الأفراد.
عادة ما تتم عملية التعليم وفق ثلاث أنواع:
- النوع الأول: الذي يركز فيه النشاط على المعلم وحده.
- النوع الثاني: فيكون النشاط فيه مركز على التلميذ الذي يتحمل معظم مسؤوليته.
- النوع الثالث: حيث يتعاون فيه التلميذ مع المعلم.
يمكن القول أن التعليم سلوك اجتماعي دائم و مستمر تتفاعل فيه العناصر المكونة له لبلوغ و تحقيق الأهداف المسطرة.
العملية التعليمية:
تتكون العملية التعليمية من ثلاث عناصر أساسية تتمثل في:
1. المعلم:يؤلف المعلمون جماعة مهنية متميزة في المجتمع، فهم الذين يقومون بحفظ التراث الثقافي و نقله الى الأجيال حتى يرسخوا القيم و العادات و التقاليد و النظام و هم الذين يكّونون إطارات المستقبل، و مهمتهم تكمن في قدرتهم على إحداث التغييرات المرغوبة في سلوك التلاميذ و ذلك في ضوء الأهداف التربوية العامة.
2. المتعلم: هو الشخص الذي استعد و تهيأ لمرحلة تعليمية معينة من حيث المستوى العقلي و العمري.
نجد أبو حامد الغزالي حدد آداب تخص كل من المتعلم و المتعلم تمثلت في:
آداب المعلم:
1- أن يشفق على المتعلمين و يعاملهم كما يعامل أبنائه.
2- أن ينهى المتعلم عن سوء الأخلاق بطريقة التلميح و الرحمة لا عن طريق التوبيخ.
3- أن يراعي التدريج في ترقية المتعلم من رتبة الى رتبة.
4- أن يقدم للمتعلم على قدر فهمه، و لا يلقي إليه ما لا يبلغه عقله.
5- أن يعمل بعمله، فلا يكذب قوله فعله، و أن يعمل ما يقول.
6- أن ينظر في نية المتعلم، فان رآها حسنة علمه و إن رآها سيئة أعرض عنه.
آداب المتعلم:
1- أن يقدم طهارة النفس عن رذائل الأخلاق فان الطالب سيء الأخلاق أبعد الناس من العلم الحقيقي النافع.
2- أن يمتثل لنصيحة المعلم و يطيعه و أن لا يتكبر و يتآمر عليه.
3- أن يتبع الطريقة الحميدة المرضية عند أستاذه و يبتعد عن الإصغاء الى اختلاف الناس، حتى لا يدهش ذهنه و يحير عقله و يغير رأيه.
4- أن يطلع على مختلف العلوم مقصودها و غايتها و أن يتدرج في تعلم تلك العلوم.
5-
3. الوسائل التعليمية: هي وسائل الإيضاح أو معدات التدريس و هي كل ما يساعد على عملية نقل المعارف و المعلومات المختلفة من المعلم الى المتعلم منها: الوسائل التعليمية البصرية، الوسائل السمعية البصرية، السبورة و الطباشير أكثر الوسائل استعمالا، كلما اعتمد تقديم الدروس على الوسائل التعليمية بإقحام أكبر عدد ممكن من الحواس كلما ضمن المعلم سهولة فهم الدرس.